03-24-2011, 08:21 AM
             
              |  
             
            #1 (permalink)
            
         |  
  |    
عضو ذهبي             |  بيانات اضافيه [
			 +
]   |        |   رقم العضوية : 214  |     |   تاريخ التسجيل :   Dec 2010   |     |   أخر زيارة :  07-14-2020 (10:17 PM)  |     |   المشاركات : 7,787 [
			+
]  |     |   التقييم :  1059  |     |   الدولهـ   |     |   الجنس ~   |       |         |      
جابر عثرات الكرام                  جابر عثرات  الكرام    عن شيبة الدمشقي قال : كان في زمن سليمان بن عبدالملك رجل من بني أسد  يقال له : خزيمة بن بشر ، مشهور بالمروءة والكرم والمواساة ، وكانت نعمته وافرة ،  فلم يزل على تلك الحال حتى افتقر ، فأحتاج إلى إخوانه الذين كان يواسيهم ويتفضل  عليهم ، فواسوه حيناً ثم ملّوه ، فلما لاح له تغيرهم ، قال لامرأته : يابنة عم ، قد  رأيت من إخواني تغيراً ، وقد عزمت على لزوم بيتي إلى أن يأتيني الموت ، ثم اغلق  بابه عليه، واقام يتقوّت بما عنده حتى نفد ، وبقي حائراً في حاله .    وكان  عكرمة الفياض والياً على الجزيرة ، فبينما هو في مجلسه وعنده جماعة من أهل البلد ،  إذ جرى ذكر خزيمة   فقال عكرمة : ما حاله ؟   فقالوا : صار في أسوأ الأحوال ،  وقد اغلق بابه ، ولزم بيته .   فقال عكرمة : فما وجد خزيمة بن بشر مواسياً ولا  مكافئا !   قالوا : لا .   فأمسك عن ذلك ، فلما كان الليل عمد إلى أربعة آلاف  دينار ، ووضعها في كيس واحد ، وخرج متنكراً سراً حتى وقف بباب خزيمة وطرقه ، فخرج  خزيمة ، فقال له : أصلح بهذا شأنك ، فتناوله فوجده ثقيلاً ، فقبض خزيمة على لجام  الدابة ، وقال : من أنت ، جعلت فداءك ؟   قال له : ما جيئتك في هذا الوقت وأنا  أريد أن تعرفني .   قال خزيمة : فما اقبله أو تخبرني من أنت ؟   قال : أنا جابر  عثرات الكرام ، ثم انصرف .    فدخل خزيمة داره وهو يتحسس الكيس والدراهم غير  مصدق . ورجع عكرمة إلى منزله ، فوجد امرأته قد افتقدته وارتابت ، ولطمت خدها ، فلما  رآها على تلك الحال قال لها : ما دهاك يا ابنة عم ؟   قالت : سوء فعلتك بأبنة عمك  ، أمير الجزيرة لا يخرج في هدأة من الليل سراً دون غلمانه إلا إلى زوجة أو سرية !    قال : لقد علم الله ما خرجت لواحدة منها   قالت : فخبرني فيم خرجت ؟   قال  : يا هذه لم اخرج في هذا الوقت إلا وأنا لا أريد ألا يعلم بي أحد ،   قالت : لا  بد أن تعلمني   قال : فاكتميه إذاً   قالت : سأفعل   فأخبرها بالقصة على  وجهها   فقالت : قد سكن قلبي .    ثم أن خزيمة اصبح ، فصالح غرمائه واصلح من  حاله ، ثم تجهز قاصدا سليمان بن عبدالملك ، فلما حضره ، أستأذن عليه ، فأذن له  سليمان لما يعلم من مروءته ، فأخذ سليمان يسأله عن حاله وسبب إبطاءه عنه ، فأخبره  خزيمة بقصة زائر الليل   فقال سليمان : هل عرفته ؟   قال : لا والله لأنه كان  متنكراً ، وما سمعت منه إلا جابر عثرات الكرام   فتلهف سليمان على معرفته وقال :  لو عرفناه لأعنّاه على مروءته   ثم قال : على بقناة ، وعقد لخزيمة ولاية الجزيرة  وعلى عمل عكرمة الفياض ، واجزل عطاياه ، وأمره بالتوجه إلى الجزيرة .    فخرج  خزيمة إليها ، فلما قرب منها خرج عكرمة وأهل البلدة للقائه ، وسارا جميعاً إلى أن  دخلا البلد ، فنزل خزيمة دار الإمارة ، وأمر أن يؤخذ عكرمة ويحاسب ، فحوسب ، ففضل  عليه مال كثير ، فطلبه خزيمة بالمال   قال عكرمة : مالي إلى شيء منه من سبيل    فأمر بحبسه ، ثم بعث يطالبه   فأرسل إليه : إني لست ممن يصون ماله بعرضه ،  فأصنع ما شئت ، فأمر به فكبِّل بالحديد ، وضيّق عليه ، فأقام على ذلك شهراً ،  فأضناه ثقل الحديد وأضر به .    وبلغ ذلك ابنة عمه ، فدعت جارية لها ذات عقل ،  وقالت : امض الساعة إلى باب هذا الأمير ، فقولي عندي نصيحة ، ولا أقولها إلا للأمير  نفسه ، فإذا دخلت عليه سليه في الخلوة : ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك في  مكافأتك له بالضيق والحبس والحديد ! ففعلت الجارية ذلك   فلما سمع خزيمة قولها  قال : واسوأتاه ! جابر عثرات الكرام غريمي !  قالت : نعم ، فأمر من وقته بدابته  فأسرجت ، وركب إلى وجوه أهل البلد ، فجمعهم وسار بهم إلى باب الحبس ففتح ، ودخل  فرأى عكرمة الفياض في قاع الحبس متغيراً ، قد أضناه الضّر . فلما نظر عكرمة إلى  خزيمة وإلى الناس احشمه ذلك ، فنكس رأسه . فأقبل خزيمة حتى انكب على رأسه فقبّله ،  فرفع رأسه إليه وقال : ما أعقب هذا منك ؟   قال : كريم فعالك وسوء مكافأتي .    قال : يغفر الله لنا ولك ، ثم أمر بفك قيوده ، وان توضع في رجليه ، فقال عكرمة  : تريد ماذا ؟   قال : أريد أن ينالني من الضّر مثل ما نالك .   فقال : اقسم  عليك بالله ألا تفعل .  فخرجا جميعاً إلى أن وصلا إلى دار خزيمة ، فودعه عكرمة ،  وأراد الانصراف ، فلم يمكنه من ذلك ، وقال : وما تريد ؟   قال : أغير من حالك ما  أراه ، ثم أمر بالحمام فأخلي ودخلا جميعاً ، ثم قام خزيمة فتولى خدمته بنفسه ،  وسأله أن يسير معه إلى أمير المؤمنين ، فأنعم له بذلك .    فسارا جميعا حتى  قدما على سليمان بن عبدالملك ، فراعه قدوم خزيمة بدون أمره مع قرب العهد به ، فأذن  لخزيمة ، فلما دخل عليه قال له قبل أن يسلم : ما وراءك يا خزيمة ؟   قال : خير يا  أمير المؤمنين ، ظفرت بجابر عثرات الكرام ، فأحببت أن أسرك لما اعلم من شوقك إلى  رؤيته   قال : ومن هو ؟   قال : عكرمة الفياض   فأذن له بالدخول ، فدخل وسلم  عليه وأدناه من مجلسه   وقال : يا عكرمة ، كان خيرك له وبالاً عليك ، ثم قضى  حوائجه وأمر له بعشرة آلاف دينار ، ودعا بقناة وعقد له على الجزيرة وأرمينية  وأذربيجان ، وقال له : أمر خزيمة بيدك ، أن شئت أبقيته وأن شئت عزلته   قال : بل  أرده إلى عمله يا أمير المؤمنين   ثم انصرفا جميعاً ، ولم يزالا عاملين لسليمان  مدة خلافته (1).        ثمرات الأوراق - لأبن حجة الحموي                           |  
  | 
        
        
        
        
         
     |              |