الطبيعة تغلب الأدب والتطبع
 
 
 كان لأحد الولاة وزير مجرب وحازم وكان يعرف اليٌمن في مشورته. فهلك الوالي وأقام ابنه بعده .
فلم يرفع له رأسا فذكر له مكانته من أبيه .
 وقال :كان أبي يغلوا في اختياره وسأريكم ذلك .
 فأحضره وقال له:أيهما أغلب الأدب أو الطببيعة ؟ 
 فقال الوزير: الطبيعة لأنها أصل والأدب فرع . وكل فرع يرجع إلى أصله.
 فدعا الملك وأمر بالسفرة فوضعت . وأقبلت القطط معلمة بأيديها الشمع. فوقفت حول السفرة ، فقال له : اعتبر خطأك وضعف مذهبك، متى كان أبو القطط شماعا؟ 
 فقال الوزير: أمهلني في الجواب إلى الليلة القادمه . 
 قال ذلك لك.
 وخرج الوزير وأمر غلامه أن يسوق له فأره، فساقها وهي حيه. فربط بها خيطا. فلما راح إلى الملك . وضعها في كمه ودخل. فأحضرت السفرة والقطط والشمع . فألقى لها الوزير الفأرة فاستقبلت إليها. فتطاير الشمع حتى كاد المكان يضطرم عليهم نارا !
  فقال للملك : كيف رأيت ؟ غلبت الطبيعة الأدب !
  قال : صدقت . 
 ورجع الملك إلى ماكان عليه أبوه من تكريم للوزير وتقريبه من مجلسه.