أكد خبراء أمس ان التحصينات والملاجئ التي بناها الزعيم الليبي معمر القذافي هي من تصميم وتجهيز مهندسين سويسريين عملوا على تصدير الخبرات السويسرية في مجال الملاجىء الى دول عدة.
واوضح اريك بوزر : "توجد في ليبيا تحصينات مجهزة بتكنولوجيات سويسرية. وقد تم تطويرها في الثمانينيات والتسعينيات من قبل مكاتب مهندسين سويسريين صمموا ايضا تحصينات الجيش السويسري".
ورأى هذا المهندس المتقاعد الذي بنى لحساب الجيش السويسري عددا من التحصينات، ان ملاجىء النظام الليبي لم تشيّد مع ذلك لتقاوم القنابل الحديثة القادرة على اختراق عدة امتار من الباطون المسلح.
وأثار تحقيق عن حصن تحت مقر اقامة مهجور للعقيد القذافي في البيضاء (شرق)، موجة انفعال في الاتحاد السويسري.
والشريط المصور داخل الملجأ يكشف بوضوح عن اسم الشركة السويسرية "لوا" المتخصصة حاليا في صنع انظمة التهوئة للمصانع، مكتوبا على لوحة تحكم كهربائي، واكتفت شركة "لوا" بالقول انها تخلت في التسعينات عن قسم التحصينات الى شركة سويسرية اخرى تدعى "اندير". واوضحت هذه الاخيرة "انها لا تنشط في ليبيا"، غير ان رئيس شركة "اندير" مايكل ريدو اوضح ان "لوا" عملت في الماضي في عدة دول، لكنه لم يحددها.
وبحسب ريدو، فان قرار الحكومة السويسرية في أوج الحرب الباردة المتعلق بضمان حماية سكانها عبر اطلاق برنامج كبير لبناء ملاجىء مدنية وعسكرية، أثار "قفزة" حقيقية في القطاع في السبعينيات والثمانينيات.
وتملك سويسرا التي تنتشر فيها التحصينات بشكل كبير، حوالى 300 الف ملجأ تسمح باستقبال 95% من عدد سكانها.
وأقر ريدو ب"ان مكاتب المهندسين (السويسريين) صدّرت ايضا" خبرتها في مجال الملاجىء، واضاف:ان سويسرا تتمتع "بشهرة كبيرة جدا في الخارج بفضل آلاف الملاجىء التي بنيت" في الاتحاد.
اما بالنسبة الى حصن الزعيم الليبي "فهو ليس بالحصن الحديث بالتأكيد، ويعود تاريخه الى بداية الثمانينيات"، بحسب رئيس شركة "اندير".
والانتقادات التي نددت بالتعاون مع النظام الليبي ونشرتها الصحافة السويسرية، دفعت بوزارة الدولة لشؤون الاقتصاد الى اطلاق تحقيق لتقييم ما اذا "كان تم تصدير بضائع كان يفترض الابلاغ عنها، او ما اذا كانت اشغال صيانة يمكن ان يشملها قانون الابلاغ قد أجرتها شركات سويسرية" في تحصينات ليبية، كما اعلنت متحدثة باسم الوزارة.
ولم تكشف عمليات الوزارة عن مخالفات للقانون السويسري الذي يقضي بالابلاغ عن منشآت تنقية الهواء فقط.