قبيلة العرماني - الإبل المائة

الإبل المائة
عن ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏ :
سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول :
( ‏ ‏إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة ‏ )
رواه البخاري
يعني : لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب , لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد , وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه .
وأشار ابن بطال إلى أن المراد بالناس في الحديث من يأتي بعد القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابعيهم حيث يصيرون ويخونون ولا يؤتمنون . ونقل عن بعض العلماء قولهم : لا حاجة إلى هذا التخصيص , لاحتمال أن يراد أن المؤمنين قليل بالنسبة للكفار والله أعلم . ‏
الراحلة : هل بإمكانك أيها الأخ المسلم وأيتها الأخت المسلمة أن تكون وأن تكوني هذه الراحلة ؟
هذه الراحلة المتميزة عن غيرها بأخلاقها وسلوكها
بباطنها وظاهرها
في البيت وخارج البيت
مع النفس ومع الناس
اليوم وفي هذا الزمان كم نحتاج لمثل هذه الراحلة التي تهتم بأمر المسلمين
وتحب للآخرين ما تحب لنفسها
هذه الراحلة التي تفكر بآخرتها قبل أن تفكر بدنياها الفانية
هذه الراحلة التي وعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ‏إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا ‏ ‏تناجشوا ‏ ‏ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ‏ )
رواه البخاري
هذه الراحلة المتميزة من بين مائة راحلة
هذه الراحلة الخيّرة المعطاءة
هذه الخيّرة التي هي من القلة القليلة التي قال عنها الله عز وجل :
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ )
سورة الواقعة
نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من هذه القلة القليلة الباقية
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين