قبيلة العرماني - عرض مشاركة واحدة

02-03-2011, 06:42 PM

3 مقترحات لتطويق “كارثة جدة” أولها تشكيل هيئة عليا لإدارة مشاريع السيول

قدم عضو في اللجنة الاستشارية بالهيئة السعودية للمهندسين 3 مقترحات لإخراج جدة من أزمتها مع كوارث السيول المتكررة. اول هذه المقترحات تشكيل لجنة من فريق عمل متخصص للاشراف على مشاريع جدة ومنحه صلاحية كاملة في الدراسة والازالة وطرح المشاريع دون قيود بهدف اعادة تأسيس بنية تحتية متكاملة وصحيحة . واقترح تسميتها بـ “الهيئة العليا لادارة مشاريع جدة” ويمكن تطبيق هذا النموذج على مدن أخرى.
وتضمن المقترح الثاني دعوة الهيئة السعودية للمهندسين لتشكيل لجنة هندسية وطنية تطوعية لتقديم العون للمتضررين من المواطنين وتقديم الأفكار والدراسات والرؤى لسمو أمير المنطقة في إطار من التكامل والتنسيق مع اللجان الأخرى العاملة في هذا الخصوص. وجاء المقترح الثالث متضمنا تفعيل خطة طوارئ لإدارة الأزمات ، وأن يعرف المواطنون تفاصيل هذه الخطة بصفتهم المستهدفين . وعرض مثالا يدل على عدم استفادتنا من الأزمة السابقة وهو توزيع السكن على المتضررين وما يكتنف ذلك من مناظر تثير الشفقة وتبحث عن بقايا كرامة غمرتها سيول الأربعاء.
يقول الدكتور صاحب الاقتراحات مهندس دكتور محمد بن مسفر الخثعمي الاستشاري المتخصص في إدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي وعضو اللجنة الاستشارية بالهيئة السعودية للمهندسين إن الأربعاء الماضي كان موعدا ثالثا مع مدينة جدة ، فما أشبه الليلة بالبارحة.. ما أشبه هذا الأربعاء بالأربعاء الأول الموافق 25 نوفمبر من عام 2009م ، وجه الشبه هنا ليس في كمية المطر أو نسبة الدمار فهذه أمور مقدرة ومكتوبة من الواحد الأحد ولكن وجه الشبه المزعج وبعد مرور أكثر من عام على الطوفان الأول هي ردود الفعل التي لا تواكب جسامة الحدث من الجهات ذات العلاقة المباشرة .. من المقدر أنني كنت احد ضحايا الطوفان الاول .. وزائرا لجدة في اليوم الثاني للطوفان الاخير الاربعاء الماضي 26/1/2011م .
شاهدت ما يدمي الفؤاد من الدمار وهنا لا نعترض على القضاء والقدر ولكن على الاساليب الادارية التي اديرت بها الازمة ، وكأننا لم نتعلم من الدروس السابقة ..وهنا لن اضيف الكثير لما اقد اشار اليه الكتاب من الدمار والخراب الذي لحق بجمال العروس ولن ادخل في دوامة المحاسبة والبحث عن المسؤول وجلد الذات... ولكن من منطلق التخصص والمهنة التي انتمي اليها (الهندسة) والخبرة الادارية بالقطاع الحكومي سابقا والقطاع الخاص حاليا اود تسليط الضوء على اهمية الاستفادة من هذا الدرس الصعب واقدم بعض المقترحات التي نتمنى من خلالها بإذن الله ان نسدى شيئا من واجب النصح والامانة لولاة الامر ولوطننا ومواطنينا وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الذي لم تشغله معاناته واوجاعه الصحية بل كان متابعا لما ألم بمواطنيه بمدينة جدة وسمو نائب خادم الحرمين الذي كلف سمو النائب الثاني بمتابعة الحدث لحظة بلحظة..
سوف أعرض المقترحات التي نتمنى من الله ان تضيف رؤية ايجابة للتعامل والخروج من هذه الازمة بدروس مستفادة تلافيا بمشية الله مستقبلا للكثير من الكوارث سواء بمدينة جدة او كامل مدن وطننا الحبيب .. والمقترحات كالتالي:
المقترح الأول:
الهيئة العليا لإدارة مشاريع العروس: ما اقترحه هنا أن يتم معالجة الأضرار التي شوهت جمال العروس بوضع خطة زمنية محددة بعيدة عن الانظمة البروقراطية ودهاليز الدراسات المستفيضه وذلك بأن يتم تشكيل فريق عمل متخصص يقوم بالاشراف على مشاريع مدينة جدة اعتبارا من تاريخ تشكيل هذه اللجنة او فريق العمل وان يمنح فريق العمل كامل الصلاحية للدراسة والازالة وطرح المشاريع دون اي قيود ودون المرور بالجهات ذات العلاقة مثل الامانة او وزارة المياه والكهرباء وغيرها وان تقوم هذه اللجنة بدراسة كل متطلبات البنية التحتية من تصريف مياه الامطار والصرف الصحي وشبكات المياه والهاتف وجميع الخدمات تحت الارضية بحيث يعاد تأسيس بنية تحتية متكاملة وصحيحة وفي نفس المسار بعيدا عن اعادة اسنادها الى جهاتها الاصلية والتي اخفقت من اليوم وما مضى في انجاز مهمتها .. وان يتم تسليم لجنة الاشراف هذه جميع الدراسات والمشاريع التي قيد الدراسة والتنفيذ لمتابعة وتولي زمام امورها، بحيث يتم تشكيل هذه اللجنة باختيار كفاءات مميزة من جميع تلك الجهات وان يتم الاستفادة من ذوي الرأي والخبرة من المواطنين والمتخصصين، فبعض من هو على سدة الوظيفة الان ويباشر اعمال المشاريع قد لا يكون هو الشخص المناسب وانما وصل الى هنا بحكم الوظيفة .. على افضل الاحوال.. وهو هنا يؤدي عمله في جو من البيروقراطية والجمود بالاضافة الى ماينوء به موظف او مهندس القطاع العام من الكثير من الالتزمات الادارية والقيود والمحددات والتي تلقي بظلالها على مخرجات ومشاريع اولئك الموظفين والمهندسين.
وفي افضل الاحوال فإن اعادة البنية التحتية اذا عُملت من الجهات ذات العلاقة (مثل الامانة والمياه وو.. الخ) فان ذلك يعني سنوات من الدراسة واعلان المنافسات وفتح المظارف والتحليل والترسية واستلام المواقع والتنسيق مع الجهات الاخرى لفصل او تغيير مسارات الخدمات .. والدخول في مسلسل التأخير وتعليق الاخطاء والقصور على مقاولين خطؤهم الوحيد توقيعهم على عقد ليس لهم فيه حق تعديل حرف واحد.. وهذا يعني حفر ذات الشارع اربع او خمس مرات وفي فترات مختلفة ودون تنسيق ايضا مما يعود بأثره السلبي على حياة المواطنين والمقيمين بهذه المدينة .. وفي حالة الاخذ بهذا التوجيه فسيتم دراسة مشاكل مدينة جدة كقضية متكاملة من مختلف جوانبها وعمل الدراسات اللازمة وتحديد الاولويات للتنفيذ وفق رؤية هذ اللجنة وتطلعات القيادة ممثلة في سمو اميرها بما يتوافق والخطة بعيدة المدى الـ 100 سنة القادمة مثلا المرسومة لمدينة جدة، ومن ثم يبدأ التنفيذ تحت اشرافها الى ان يتم الانتهاء من جميع اعمال البنية التحتية بصيغة تكاملية شاملة وهنا اتوقع بأن ذلك سوف يأخذ من خمس الى عشر سنوات لانجاز هذا المشروع العملاق ولاكمال عقد النجاح فأرى من الحسن ايضا اضافة مهام المشاريع الاخرى مثل مشاريع النقل العام الطرق والقطارات لارتباطها الوثيق.
واقترح ان يتم تسمية هذه اللجنة او الهيئة بالهيئة او اللجنة العليا لادارة مشاريع مدينة جدة وترتبط بمقام خادم الحرمين الشريفين مباشرة او من ينيبه ويمكن ان يبدأ العمل بهذا التصور كنموذج تطبيقي يمكن بإذن الله ان يتم تطبيقه في مدن المملكة الاخرى والتعديل على التجربة وفق المستجدات الضرورية.. ومن المؤكد بأن العمل بهذا التصور سوف يوفر على ميزانية الدولة الكثير من المبالغ والتي لا تقل عن 30 بالمئة بعد اعتبار عامل السرعة ورقي الجودة ، وبهذا يمكن لجدة ومواطنيها ان يغفروا ويتسامحوا بحق بعض من قصر تجاههم سواء من الانظمة او المنظمين والمنفذين.
المقترح الثاني:
أدعو نفسي وزملاء المهنة المهندسين لتشكيل لجنة هندسية وطنية تطوعية لتقديم العون للإخوان المتضررين من المواطنين وتقديم الافكار والدراسات والرؤى لسمو امير المنطقة في اطار من التكامل والتنسيق مع اللجان الاخرى العاملة في هذا الخصوص وبالتنسيق كذلك مع الجهات ذات العلاقة بتلك المقترحات وأن ترتبط هذه اللجنة بسمو امير منطقة مكة المكرمة إلى أن يتم وضع الاطار القانوني لعملها وتبعيتها حيث يمكن أن تتبع للهيئة السعودية للمهندسين بحكم الاختصاص أو تمنح تصريح ممارسة نشاط أسوة بالجمعيات الأخرى من وزارة الشؤون الاجتماعية، تمارس من خلاله عملها كرافد ومستشار هندسي تطوعي لولاة الأمر بما يعود بالخير على الوطن والمواطنين.
المقترح الثالث:
خطة الطوارئ : من المؤكد وجود خطة للطوارئ ولإدارة الأزمات .. ولكن على ارض الواقع نجدها بعيده عن المتضررين والمستفيدين والمتطوعين .. أي بمعنى آخر من الضرورة بمكان أن يعرف المواطنون بكامل تفاصيل خطط الطوارئ تحسبا لا سمح الله لاي طاري بصفتهم المستهدفين من الخدمة وليطلعوا على الخطط البديلة ويمكن أن يتم ذلك عن طريق عمد الأحياء وائمة المساجد وممثلي المواطنين بالمجلس البلدي .. واستاذنك عزيزي القارئ بأن أعرض فقط مثالا واحدا يثبت عدم استفادتنا من الازمة السابقة .. مثال واحد فقط .. توزيع السكن على المتضررين .. وما يكتنف ذلك من مناظر تثير الشفقة وتبحث عن بقايا كرامة غمرتها سيول الأربعاء الأخير.