08-21-2012, 01:51 AM
             
              |  
             
            #1 (permalink)
            
         |  
  |    
عضو ذهبي              |  بيانات اضافيه [
			 +
]   |        |   رقم العضوية : 83  |     |   تاريخ التسجيل :   Oct 2010   |     |   أخر زيارة :  11-13-2014 (11:26 PM)  |     |   المشاركات : 1,486 [
			+
]  |     |   التقييم :  1036  |       |         |      
وقفات بعد رحيل رمضان              وقفات بعد رحيل رمضان         أيه الاخوة إليكم هذه الوقفات بعد رحيل رمضان   الوقفة الأولى :   هاهي أيام رمضان قد انقضت ، ولياليه قد تولت .  
انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام و القيام ، شهر المغفرة و الرحمة .  
انقضى رمضان و كأنه ما كان .  
آيه رمضان ماذا أودع فيك صالحات ، و ماذا كتبت فيك من رحمات .  
كم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت .  
انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة .  
و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق ، و أبواب النار تفتح ، و مردة الجن تطلق بعد رمضان .  
انقضى رمضان : فا ليت شعري من المقبول فنهنيه و من المطرود فنعزيه .  
انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟  
لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .  
كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه .  
هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟  
و الله إن حالنا لعجيب غريب .  
فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ، ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم ؟  
لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .  
و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول و الجنة .  
فيا أخي عليك أن تعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهم ؛ خفت أن يرد الله عليك ذلك ، و إذا نظرت إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين .   الوقفة الثانية :   أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخري .  
فما هو حالك بعد رمضان ؟ هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين .  
هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟  
هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟  
أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.   الوقفة الثالثة :   أقسام الناس بعد رمضان :  
لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام   1- الصنف الأول : قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم و جعلوا رمضان غنيمة ربانية ، و منحة إلاهية ، استكثروا من الخيرات ، و تعرضوا للرحمات ، وتداركوا ما فات ، فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات .  
فما انقضى رمضان إلا و قد حصلوا زادا عظيما، علت رتبتهم عند الله ، و زادت درجتهم في الجنات، و ابتعدوا عن النيران .  
علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى، فاتعبوا هذه النفوس في الطاعات .  
علموا أن الصالحات ليست حكرا على رمضان ، فلا تراهم إلا صوما قوما ،  
حافظوا على صيام الست في شوال ، حافظوا على صيام الاثنين و الخميس و الأيام البيض.  
دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، و عند الأسحار استغفار أشد من استغفار أهل الأوزار .  
.يعيشون بين الخوف و الرجاء، حالهم كما قال الله ( و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلة أنهم إلى ربهم راجعون ).  
في السنن من حديث عائشة ( قالت : قرأ رسول الله هذه الآية ، فقلت يا رسول الله : أهم الذي يسرقون و يزنون و يشرب الخمر و يخافون من الله .  
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم أقوام يصلون و يصومون و يتصدقون و يخافون أن يرد الله عليهم ذلك ) فهؤلاء هم المقبولون ،هؤلاء هم السابقون ، هؤلاء هم الذين عتقت رقابهم ، و بيضت صحائفهم .  
فطوبى ثم طوبى لهم.   2- الصنف الثاني : قوم كانوا قبل رمضان في غفلة و سهو و لعب ، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة و العبادة ، صاموا و قاموا ، قرأوا القران و تصدقوا ودمعت عيونهم و خشعت قلوبهم ، و لكن ما أن ولى رمضان حتى عادوا إلى ما كانوا عليه ،عادوا إلى غفلتهم ، عادوا إلى ذنوبهم .   فهؤلاء نقول لهم :   من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات ، و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت .  
أن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان .   يا عبد الله   يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك :   تمهل قليلا ، تفكر قليلا:   كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .  
كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك   يا عبد الله   أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت تسودها مرة أخرى ؟   يا عبد الله :   آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها .  
آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدا، و بالحب بغضا .   يا عبد الله   إياك أن تكون كالتي نقضت غزالها من بعد قوة انكاثا .  
لا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك  
يا عبد الله إنك لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر الدنيا .  
فاحذر أن تأتيك منية و أنت قد عدت إلى الذنوب و المعاصي . و تذكر ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فغير من حالك ، اترك ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .   3- الصنف الثالث : قوم دخل رمضان و خرج رمضان ، وحالهم كحالهم ، لم يتغير منهم شيء ، ولم يتبدل من أمر ، بل ربما زادت آثامهم ، وعظمت ذنوبهم ، و اسودت صحائفهم ، و زادت رقابهم إلى النار غلا . هؤلاء هم الخاسرون حقا . عاشوا عيشة البهائم ، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضا أن يعرفوا قدر رمضان و حرمة رمضان ، ولقد سمعت و الله أحدهم يتبجح و يجاهر بالفطر في نهار رمضان . فهؤلاء ليس أمام حيلة معهم إلا أن ندعوهم إلى التوبة النصوح ، التوبة الصادقة ، و من تاب ، تاب الله عليه.  
وإليك يا أخي كلمات من كلمات سلف هذه الأمة ، فو الله أن كلامهم لقليل و لكنه يحي القلوب .  
قال أبو الدرداء : ( لو أن أحدكم أراد سفرا ، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ؟ قالوا: بلى .  
قال: سفر يوم القيامة أبعد ، فخذوا ما يصلحكم ؛  
حجوا لعظائم الأمور .  
صوموا يوما شديد حره لحر يوم النشور .  
صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور .  
تصدقوا بالسر ، ليوم قد عسر )  
و قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته  
فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا .  
فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )  
اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا .       صيد الفوائد             |  
  | 
        
        
        
        
         
     |             |