|    
عضو ذهبي             |  بيانات اضافيه [
			 +
]   |        |   رقم العضوية : 214  |     |   تاريخ التسجيل :   Dec 2010   |     |   أخر زيارة :  07-14-2020 (10:17 PM)  |     |   المشاركات : 7,787 [
			+
]  |     |   التقييم :  1059  |     |   الدولهـ   |     |   الجنس ~   |       |         |      
سعادة الصحابة بمحمد صلى الله عليه وسلم              سعادة الصحابة بمحمد  
صلى الله عليه وسلم  
د . عائض القرني         لقد جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى الناس بالدعوة  
الربانية , ولم يكن له دعاية من دنيا , فلم يلق إليه كنز 
وما كانت له جنة يأكل منها , ولم يسكن قصراً , فأقبل  
المحبون يبايعون على شظف من العيش , وذروة من  
المشقة , يوم كانوا قليلاً مستضعفين في الأرض يخافون 
أن يتخطفهم الناس من حولهم , ومع ذلك أحبه أتباعه كل 
الحب .        حوصروا في الشعب , وضيق عليهم في الرزق , وابتلوا  
في السمعة , وحوربوا من القرابة , وأوذوا من الناس , 
ومع هذا أحبوه كل الحب.        سلبوا أوطانهم ودورهم وأهليهم وأموالهم , طردوا من  
مراتع صباهم , وملاعب شبابهم ومغاني أهلهم , ومع  
هذا أحبوه كل الحب .  
ابتلي المؤمنون بسبب دعوته , وزلزلوا زلزالاً شديداً  
وبلغت منهم القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا, ومع  
هذا أحبوه كل احب .  
عرض صفوة شبابهم للسيوف المصلتة , فكانت على  
رؤوسهم كأغصان الشجرة الوارفة .        وكأن السيف ظل حديقة <> خضراء تنبت حولنا الأزهار    
وقدم رجالهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم في نزهة  
أو في ليلة عيد لأنهم أحبوه كل الحب . 
يرسل أحدهم برسالة ويعلم أنه لن يعود بعدها إلى الدنيا  
فيؤدي رسالته , ويبعث الواحد منهم في مهمة ويعلم أنها  
النهاية فيذهب راضياً , لأنهم أحبوه كل الحب . 
ولكن لماذا أحبوه وسعدوا برسالته , واطمأنوا لمنهجه  
واستبشروا بقدومه , ونسوا كل ألم وكل مشقة وجهد  
ومعاناة من أجل اتباعه ؟!  
إنهم رأوا فيه كل المعاني الخير والفرح , وكل علامات  
البر والحق , ولقد كان آية للسائلين في معالي الأمور  
لقد أبرد غليل قلوبهم بحنانه , وأثلج صدورهم بحديثه  
وأفعم أرواحهم برسالته .          لقد سكب في قلوبهم الرضا , فما حسبوا للألام في سبيل  
دعوته حساباً , وأفاض على نفوسهم من اليقين ما أنساهم 
كل جرح وكدر وتنغيص .  
صقل ضمائرهم بهداه , وأنار بصائرهم بسناه ألقى عن 
كواهلهم آصار الجاهلية , وحط عن ظهورهم أوزار 
الوثنية , وخلع من رفابهم تبعات الشرك والضلال  
وأطفأ من أرواحهم نار الحقد والعداوة , وصب على 
المشاعر ماء اليقين , فهدأت نفوسهم , وسكنت أبدانهم  
واطمأنت قلوبهم , وبردت أعصابهم . 
وجدوا لذة العيش معه , والأنس في قربه , والرضا في 
رحابه , والأمن في اتباعه , والنجاة في امتثال أمره  
والغنى في الاقتداء به .         { وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِّلْعَالَمِيْن }  
{ إِنَّك لَتَهْدِي إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيْم }  
{ وَيُخْرِجُهُم مِن الْظُّلُمَات إِلَى الْنُّوْر }  
{ وَالَّذِي بَعَث فِي الْأُمِّيِّين رَسُوْلا مِّنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم  
آَيَاتِه وَيُزَكِّيْهِم وَيُعَلِّمُهُم الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَإِن كَانُوْا  
مِن قَبْل لَفِي ضَلَال مُّبِيْن }  
{ وَيَضَع عَنْهُم إِصْرَهُم وَالْأَغْلَال الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم }  
{ اسْتَجِيْبُوْا لِلّه وَلِلْرَّسُول إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيَكُم }  
{ وَكُنْتُم عَلَى شَفَا حُفْرَة مِّن الْنَّار فَأَنْقَذَكُم مِّنْهَا } .           لقد كانوا سعداء حقاً مع إمامهم وقدوتهم , وحق لهم 
أن يسعدوا ويبتهجوا .  
اللهم صل وسلم على محرر العقول من أغلال 
الانحراف , ومنقد النفوس من ويلات الغواية  
وارض عن الأصحاب والأمجاد و وجزاء ما بذلوا  
وقدموأ .                 |