مكارم الأخلاق في الشعر 
 
وجدت هذه المقتبسات من الاشعار تتحدث عن مكارم الخلاق و بعض من الصفات الحميدة فسرني أن أطرحها هنا
 
 
لكل شيئ زينة في الورى ********* وزينة المرء تمام الأدب
 قد يشرفُ المرء بآدابه ******** فينا وان كان وضيع النسب
 
كن ابن من شئت واكتسب أدباً *****يغنيك محموده عن النسبِ
 إن الفتى من يقول ها أنا ذا ***** ليس الفتى من يقول كان أبي
 
صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه ****** فقوم النفس بالأخلاق تستقم
 
 
الحلم
 
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا * تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
 وإن بُليت بشخص لا خلاق له * فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
 
 
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً * أضر له من شتمه حين يشتم
 
 
الصدق
 
وما شيئٌ اذا فكرت فيه * بأذهب للمروءة والجمالٍ
 من الكذب الذي لاخير فيه * وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
 
 
عليك بالصدق ولو أنه * أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
 وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ
 
 
الحب 
 
ان نفسا لم يشرق الحب فيها ****** هي نفس لم تدر ما معناها 
 أنا بالحب قد وصلت الى نفسي ********* و بالحب قد عرفت الله
 
الحياء
 
ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ
 فكان هو الدواء لها ولكن * اذا ذهب الحياء فلا دواءُ
 
 
اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً * وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
 
 
التواضع
 
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه * رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
 تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * على صفحات الماء وهو رفيعُ
 ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه * على طبقات الجو وهو وضيعُ
 
 
الصبر
 
إذا أدمت قوارضكم فؤادي *** صبرت على أذاكم وانطويت
 وجئت إليكم طلق المحيا ******** كأني ما سمعت ولا رأيت 
 
 ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
 
 ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
 
 
اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به * لكنت باركت شكراً صاحب النعم
 واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً ***** صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
 
 
الاقتصاد و الزهد
 
أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا * تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
 من كان فيما استفاد مقتصداً ******* لم يفتقر بعدها إلى أحدِ
 
إنما الدنيا متاع زائل ********** فاقتصد فيه وخذ منه ودع 
 عجب للدهر كم من أمم ******* قد أباد الدهر والدهر جذع 
 
 
 العدل
 
 وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها * وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
 
 
 لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً **** فالظلم ترجع عقباه الى الندمِ
 تنام عيناك والمظلوم منتبه **** يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
 
 
 العفو
 
 وما قتل الأحرار كالعفو عنهم *************** ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
 اذا أنت أكرمت الكريم ملكته **************** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
 فوضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
 
 
 اذا ماالذنب وافى باعتذار * فقابله بعفوٍ وابتسام
 ولاتحقد وان ملئت غيظاً * فإن العفو من شيم الكرام
 
 
 المروءة
 
 وما المرء إلا حيث يجعل نفسه * فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
 
 
 واذا كانت النفوس كبار ******* تعبت في مرادها الأجسام
 
 القناعة
 
 أفادتني القناعة كل عـــز ******* وأي غنى أعز من القناعة
 فصيرها لنفسك رأس مال ***** وصير بعدها التقوى بضاعة
 
 
 
 اقنع بأيسر رزق أنت نائله * واحذر ولا تتعرض للزيادات
 فما صفا البحر إلا وهو منتقص * ولا تعكر إلا في الزيادات
 
 العفة
 
 إن القناعة والعفــــــــاف * ليغنيان عن الغنى
 فإذا صبرت عن المنى * فاشكر فقد نلت المنى
 
 ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل *** عفاف و اقدام و حزم و نائل 
 
 
 المشورة
 
 الرأي كالليل مسودّ جوانبه * ******* والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
 فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى * مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ
 
 
 شاور سواك إذا نابتك نائبة * يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
 فالعين تنظر منها ما دنا ونأى ***** ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ
 
 
 الروية والتؤدة
 
 استأنِ تظفر في أمورك كلها * واذا عزمت على الهدى فتوكلِ
 
 
 من لم يـتــئــــد في كل أمر * تخطاه التدارك والمنال
 
 
 تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً * فكم بالنجح يظفر من تأنى
 
 
 الاتحاد والتعاون
 
 إن القداح اذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو حنق وبطش أيّدِ
 عزّت ولم تُكسر وان هي بددت * فالهون والتكسير للمتبددِ
 
 
 تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً * واذا افترقن تكسرت آحادا
 
 
 الأمانة
 
 واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها * ان الكريم على الأمانة راعِ
 
 
 
 الرفق
 
 
 ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
 ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
 
 
 بر الوالدين
 
 لأمك حق عليك كبيــــرُ ************* كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
 فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي ********** لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
 وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ * فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
 وكم غسلت عنك الأذى بيمينها ****** وما حجرها إلا لديك سريرُ
 وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها ******** ومن ثديها شرب لديك نميرُ
 وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها ****** حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
 فضيعتها لما أسنّت جهالةً ******** وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
 فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى ****** وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
 فدونك فارغب في عميم دعائها ******** فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
 
 عليكَ ببر الوالدين كليهما ******* وبر ذوي القربى وبر الأباعدِ
 
 
 صلة الرحم
 
 وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ ***** معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
 ولكن أواسيه وأنسى ذنبه ********** لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
 ولا يستوي في الحكم عبدان : واصلٌ * وعبد لأرحام القرابة قاطعُ
 
 
 الكرم والمعروف والإحسان
 
 ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه * ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
 تغطَّ بأثواب السخاء فإنني ****** أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ
 
 
 أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى * بخيلاً له في العالمين خليلُ
 
 
 أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
 
 
 الشكر
 
 شكر الإله بطول الثناءِ * وشكر الولاة بصدق الولاءِ
 وشكر النظير بحسن الجزاءِ * وشكر الدنيء بحسن العطاءِ
 
 
 أوليتني نعماً أبوح بشكرها * وكفيتني كل الأمور بأسرها
 فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت * فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
 
 الصراحة
 
 عِـــدايَ لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ * فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
 هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها * وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
 
 
 لا خير في وُدِّ امرئٍ متملقٍ ******** حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
 يعطيك من طرف اللسان حلاوةً * ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
 
 
 الأمل
 
 لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ * أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
 أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها ********** ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
 
 
 وللنفوس وإن كانت على وجلٍ ************ من المنية آمالٌ تقويها
 فالصبر يبسطها, والدهر يقبضها * والنفس تنشرها, والموت يطويها
 
 
 الجِدّ والعمل
 
 من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
 لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة * ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
 
 
 دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها * فليس يسعد بالخيرات كسلانُ
 
 
 لقد هاج الفراغ عليك شغلاً * وأسباب البلاء من الفراغِ
 
 
 الألفة والأخوّة
 
 أخاك أخاك ان من لا أخا له ***** كساع الى الهيجا بغير سلاح
 
 هموم رجال في أمور كثيرة * وهمي في الدنيا صديقٌ مساعدُ
 نكون كروح بين جسمين قُسِّمت * فجسماهما جسمان والروح واحدُ
 
 
 ومــــــا المرء إلا بإخـــــــوانه * كما تقبض الكف بالمعصمِ
 ولا خير في الكفّ مقطوعةً * ولا خير في الساعد الأجذمِ
 
 
 إختيار الأصدقاء
 
 إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك * ومن يضرُّ نفسه لينفعك
 ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك * شتَّت فيك شمله ليجمعك
 
 
 المعاتبة
 
 إذا كنت في كل الأمور معاتباً *********** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُه
 وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُه
 فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه ************* مقارف ذنب مرةً ومجانبُه
 
 
 تقليل الكلام
 
 ان الكلام لفي الفؤاد و انما ******** جعل اللسان على الفؤاد دليلا 
 
 ان السكوت سلامة و لربما **** زرع الكلام عداوة و ضرارا 
 فلئن ندمت على سكوتك مرة ***** فلتندمن على الكلام مرارا
 
 إن القليل من الكلام بأهله ******* حَسَنٌ وإن كثيره ممقوتُ
 مازل ذو صمتٍ , وما من مكثر * إلا يزلُّ , وما يعاب صموتُ
 إن كان ينطق ناطق من فضة **** فالصمت درٌّ زانه الياقوتُ
 
 
 المزاح والضحك
 
 أفد طبعك المكدود بالجِدّ راحةً * يَجِمُِ وعلله بشيء من المزحِ
 ولكن إذا أعطيته المزح فليكن * بمقدار ما يُعطى الطعام من الملحِ
 
 
 الإعتبار
 
 الدهر أدبني , والصبر رباني * والقوت أقنعني , واليأس أغناني
 وحنكتني من الأيام تجربةً * حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
 
 
 قمع النفس عن الهوى
 
 يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته **** أتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
 
 أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
 
 
 كتمان السر
 
 و السر فاكتمه و لا تنطق به ***** ان الزجاجة كسرها لا يشعب
 
 لا يكتم السر إلا ذي ثقة ******** والسر عند خيار الناس مكتومُ
 فالسر عندي في بيت له غلق * ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ
 
 
 ومستودعي سرا تضمنت سره ***** فأودعته من مستقر الحشا قبرا
 ولكنني أُخفيه عني كأنني ******** من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
 وما السر في قلبي كميت في حفرة * لأني أرى المدفون ينتظر النشرا
 
 
 حفظ اللسان 
 
 لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا * فيهتك الله ستراً عن مساويكا
 واذكر محاسن مافيهم اذا ذُكروا ********* ولا تَعِب أحداً فيهم بما فيكا
 
 لسانك لا تدكر به عورة امريء ****** فكلك عورات و للناس ألسن 
 و عينك ان أبدت اليك معايبا **** فصنها و قل يا عين للناس اعين
 
 
 تجنب الحقد والحسد و الصبر عليه
 
 
 
 
 وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها
 
 وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
 
 أعطيت كل الناس من نفسي الرضا *** إلا الحسود فإنه أعياني
 
 لا أنا لي ذنباً لديه علمته ************ إلا تظاهر نعمة الرحمن
 
 يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان
 
 
 مــا أرى يرضيه إلا ذلتي ********* وذهاب أموالي وقطع لساني
 أيا حاسداً لي على نعمتي * أتدري على من أسأت الأدب
 أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
 فأخزاك ربّي بأن زادني * وسدّ عليك وجوه الطلب
 
 فاصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله 
 
 محاسن الأخلاق
 
 واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها * وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ
 
 
 وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه * فأصبح مذموماً قليل المحامدِ