09-30-2011, 08:18 AM
             
              |  
             
            #1 (permalink)
            
         |  
  |    
عضو ذهبي              |  بيانات اضافيه [
			 +
]   |        |   رقم العضوية : 88  |     |   تاريخ التسجيل :   Nov 2010   |     |   أخر زيارة :  07-23-2014 (05:09 AM)  |     |   المشاركات : 2,334 [
			+
]  |     |   التقييم :  679  |     |   الدولهـ   |     |   الجنس ~   |       |         |      
ضريبة السيئة               المنظر: قصر الملك وقد زين بفرش  جميل وفي وسطه أريكة مخملية حمراء يجلس الملك عليها لاستقبال ضيوفه وفي يمينها توجد  مقاعد كثيرة وتبدو فخامتها واضحة من البراويز والمخدات التي عليها ، حيث يجلس  الضيوف، ومنهم يجلس يسار بن الأجدع، حيث يدخل همام بن الحارث ويسلم    همام ( وهو يقوم بحذاء الملك)  أحسن إلى المحسن بإحسانه، والمسيء ستكفيه مساوئه.  الملك: إن حديثك هذا ليعجبني.  وبعد انتهاء المجلس ومغادرة الضيوف لم يبق سوى يسار  .  الملك: ما مكوثك يا يسار، ألك  حاجة؟!  يسار: لا حاجة لي أيها  الملك ، وأبقاك الله لنا ذخرأً، ولكنني ..  الملك: تكلم يا رجل .  يسار : إنه يحزنني أن يكون في مجلسك ذو وجهين .  الملك: ومن تقصد ؟ فسر كلامك.  يسار: إن من يقوم بحذائكم ويقول ما يقول يزعم أنك  أبخر.  الملك: وكيف يصح ذلك عندي  .  يسار: تدعو به إليك،فإذا دنا منك  وضع يده على أنفه لئلا يشم ريح البَخر.  الملك: انصرف حتى أنظر.     المنظر: بيت يسار المتواضع وقد  حلته بعض هدايا الملك الثمينة.   يسار: حياك الله يا همام، حلت علينا البركة بقبولك زيارتي ومشاركتك لي  غدائي .   همام : البركة فيكم يا  أهل الدار ، فلا تبالغ أيها الرجل الطيب .  يسار : وهل أعجبك الطعام ؟ قل الصدق ولا تجامل .  همام : بكل تأكيد فهو من أطيب الأطعمة التي تناولتها في  حياتي ، ولكن ألا تلاحظ أن الثوم طغى عليه .   يسار : صدقت لهذا لن أحضر اليوم لمجلس الملك .  همام : ولكني سأحضر وأحاول أن أكون بعيدا عنه حتى لا يشم  رائحة الثوم .  يسار : وإن طلب منك  أن تدنو منه فماذا تفعل ؟!  همام :  لن يطلب ذلك ، وإن فعل سأضع يدي على فمي .  يسار ( وقد صغرت عيناه وارتسمت على شفتيه ابتسامة مكر ) : أحسنت فعلا  أيها الذكي .    في قصر الملك :  يجلس الملك كالعادة وحوله ضيوفه ، ويدخل همام ويسلم ويقوم كعادته بحذاء الملك  .  همام : أحسن إلى المحسن بإحسانه  ، والمسيء تكفيه مساوئه .  الملك :  أدن مني .  فدنا منه ووضع يده على  فيه مخافة أن يشم الملك منه ريح الثوم .  الملك في نفسه : ما أرى يسارا إلا وقد صدق . أيها الحاجب أعطني كتابا  وقلما .  وكان الملك لا يكتب خطا  بيده إلا جائزة أو صلة ، فكتب كتابا بخطه إلى عامل من عماله فيه : إذا أتاك حامل  كتابي هذا ، فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنا ، وابعث به إليّ  .  الملك : خذ هذا الكتاب إلى عامل  من عمالي ليصرف لك ما فيه .  همام (  مستبشرا ) : سمعا وطاعة أيها الملك ، فانسحب وهو يدعو للملك  .    في الطريق ، حيث كان يمشي همام  مسرعا مستبشرا بكتاب الملك فلما لمحه يسار ناداه : همام .... همام  ..  همام : مرحبا بك ، لقد كانت  زيارتي لك مباركة أيها الرجل المبارك .  يسار بتعجب : كيف ؟!  همام : لقد خط الملك لي كتابا ربما تكون صلة ، وهأنا ذاهب إلى عامل  الملك ليصرفها ليّ .  يسار مستعطفا  : أنت تعلم أن لي عيالا كثيرا ، فهبه لي أرجوك .   همام ( وقد تذكر وليمته البارحة فأراد أن يكافئه عليها ) :  حسنا هو لك ، فأخذه وسار مسرعا   إلى عامل الملك .    في بهو كبير يجلس عامل الملك  ويصرف ما يحفظه ( يأمر به ) الملك من جوائز وصلات ، حيث يدخل عليه يسار ويعطيه  الكتاب .   نظر العامل إلى يسار  بتفحص وقال : وهل تعلم يا هذا ماذا في كتابك ؟   يسار : خيرا من يدي الملك البيضاء  .  العامل : في كتابك أن أذبحك  وأسلخك .   قاطعه يسار وفرائصه  ترتجف وهو يقول : إن الكتاب ليس لي ، الله الله في أمري حتى أرجع إلى الملك .    العامل : ليس لكتاب الملك مراجعة  .  فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا ،  وبعث به إلى الملك .    في قصر الملك ، حيث يدخل همام  كعادته فسلم وقام بحذاء الملك .  همام : أحسن إلى بإحسانه ، والسيئ تكفيه مساوئه  .  الملك بتعجب : ما فعـل الكتاب ؟!    همام : لقيني يسار ، فاستوهبني  إياه فوهبته له .  الملك : إنه ذكر  لي أنك تزعم أني أبخر ( قبيح رائحة الفم ) .  همام : ما فعلت !!   الملك : فلم وضعت يدك على فيك !   همام : كان يسار قد أطعمني طعاما فيه ثوم ، فكرهت أن تشمه  .  الملك ( مبتسما ومتعجبا من قدرة  العليم الحكيم ) : صدقت ، أرجع إلى مكانك فقد كفاك المسيء مساوئه .     
م ن                |  
  | 
        
        
        
        
         
     |              |