07-06-2011, 02:50 PM
             
              |  
             
            #1 (permalink)
            
         |  
  |    
عضو ذهبي             |  بيانات اضافيه [
			 +
]   |        |   رقم العضوية : 214  |     |   تاريخ التسجيل :   Dec 2010   |     |   أخر زيارة :  07-14-2020 (10:17 PM)  |     |   المشاركات : 7,787 [
			+
]  |     |   التقييم :  1059  |     |   الدولهـ   |     |   الجنس ~   |       |         |      
أروع محاكمة في التاريخ              من كتاب قصص من التاريخ للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله  ،  وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري ، طبعة  مصر سنة 1932 م .     في عهد الخليفة الصالح “عمر بن عبد العزيز”  ، أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة  ، فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من  الأساطير.  وعند حضور اطراف الدعوى لدى القاضى ، كانت  هذه الصورة للمحكمة:  صاح الغلام : يا قتيبة ( بلا لقب  )  فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة السمرقندي أمام القاضي  جميعا  ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي  ؟  قال السمرقندي: اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا  حتى ننظر في أمرنا ..  التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في  هذا يا قتيبة ؟  قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ،  وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ، ولم يقبلوا بالجزية  ..  قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب  ؟  قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك  ..  قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة  ؛  يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة  العدل.  ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع  المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ، وأن تترك الدكاكين  والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك  !!  لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم  المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ،  ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة  ينصرفون أمامهم.  وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة  تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ،  فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود  الذين شاهدوه أو سمعوا به.  وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب  تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة  العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ،  حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن  لا إله إلا الله محمد رسول الله.  فيا الله ما أعظمها من قصة ،  وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق  ،  أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ،  فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟  والله لا نعلم شبها لهذا  الموقف لأمة من الأمم .   
مما راق لي               |  
  | 
        
        
        
        
         
     |              |