السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
 
 هل هناك أي من الأشياء التي أخبر القرآن أنها ستقع ثم  وقعت بالفعل ؟. 
 
 
 
 الحمد لله نعم ،  هناك بعض الأشياء التي ذكر الله تعالى في القرآن أنها ستقع ، وقد وقعت بالفعل ،  ومنها :
 أ. هزيمة الفرس على  أيدي الروم في بضع سنين :
 قال  تعالى : { غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ  سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ  وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ } الروم / 2 – 4 .
 قال الشوكاني :
 قال أهل التفسير : غَلبت فارسُ الرومَ ، ففرح بذلك كفارُ مكة وقالوا  : الذين ليس لهم كتاب غلبوا الذين لهم كتاب ، وافتخروا على المسلمين ، وقالوا : نحن  أيضاً نغلبكم كما غَلبت فارسُ الرومَ ، وكان المسلمون يحبُّون أن تظهر الروم على  فارس لأنهم أهل كتاب … { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } أي : والروم من بعد غَلب فارس  إياهم سيغلبون أهلَ فارس …
 قال  الزجاج : وهذه الآية من الآيات التي تدل على أن القرآن من عند الله ؛ لأنه إنباء  بما سيكون ، وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه .
 " فتح القدير " ( 4 / 214 ) .
 ب. العداوة بين فِرق النصارى إلى يوم القيامة  .
 قال تعالى { وَمِنَ الَّذِينَ  قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا  بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ  الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } المائدة  / 14 .
 قال ابن كثير  :
 { فأغرينا بينهم العداوة  والبغضاء إلى يوم القيامة } أي : فألقينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضاً ،  ولا يزالون كذلك إلى قيام الساعة ، ولذلك طوائف النصارى على اختلاف أجناسهم لا  يزالون متباغضين متعادين يكفر بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً ، فكل فرقةٍ تحرم  الأخرى ولا تدعها تلج معبدها ، فالملكية تكفر باليعقوبية ، وكذلك الآخرون ، وكذلك  النسطورية والآريوسية ، كل طائفة تكفر الأخرى في هذه الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد  .
 " تفسير ابن كثير " ( 2 / 34  ) .
 ت. ما وعد الله نبيه عليه  السلام أنه سيظهر دينه على الأديان .
 قال الله تعالى : { هوَ الذي أرْسَل رَسُولَه بِالهُدَى ودِينِ  الحقِّ ليظهره على الدين كله } الآية سورة التوبة / 33 وسورة الفتح / 28 ، وسورة  الصف / 9 .
 قال القرطبي  :
 ففعل ذلك ، وكان أبو بكر رضي  الله عنه إذا أغزى جيوشه عرَّفهم ما وعدهم الله في إظهار دينه ليثقوا بالنصر  وليستيقنوا بالنجاح ، وكان عمر يفعل ذلك ، فلم يزل الفتح يتوالى شرقاً وغرباً برّاً  وبحراً .
 " تفسير القرطبي " ( 1  / 75 ) . 
 ث. فتح  مكة
 قال الله تعالى : { لَقَدْ  صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ  الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ  لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً  قَرِيباً } الفتح / 27 .
 قال  الطبري :
 يقول تعالى ذكره : لقد  صدق الله رسولَه محمَّداً رؤياه التي أراها إياه أنه يدخل هو وأصحابه بيتَ الله  الحرام آمنين لا يخافون أهل الشرك مقصِّراً بعضهم رأسَه ومحلِّقاً بعضهم .  
 وبنحو الذي قلنا في ذلك قال  أهل التأويل .
 " تفسير الطبري "  ( 26 / 107 ) . 
 ج. وقوع غزوة  بدر 
 قال الله تعالى : { وَإِذْ  يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ  غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ  بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ } الأنفال / 7  .
 قال ابن الجوزي  :
 والمعنى : اذكروا إذ يعدكم  الله إحدى الطائفتين ، والطائفتان : أبو سفيان وما معه من المال ، وأبو جهل ومن معه  من قريش ، فلما سبق أبو سفيان بما معه كتب إلى قريش إن كنتم خرجتم لتحرزوا ركائبكم  فقد أحرزتها لكم ، فقال أبو جهل : والله لا نرجع ، وسار رسول الله صلى الله عليه  وسلم يريد القوم فكره أصحابه ذلك ، وودوا أن لو نالوا الطائفة التي فيها الغنيمة  دون القتال ، فذلك قوله { وتودون أن غير ذات الشوكة } أي : ذات السلاح  .
 " زاد المسير " ( 3 / 324 )  .
 والله أعلم  .
 
 
 الإسلام سؤال  وجواب