09-27-2012, 12:36 PM
             
              |  
             
            #1 (permalink)
            
         |  
  |    
عضو مشارك              |  بيانات اضافيه [
			 +
]   |        |   رقم العضوية : 194  |     |   تاريخ التسجيل :   Dec 2010   |     |   أخر زيارة :  05-15-2013 (05:18 PM)  |     |   المشاركات : 49 [
			+
]  |     |   التقييم :  10  |     |   الدولهـ   |     |   الجنس ~   |       |         |       
من روائع الحب النبوي                      من روائع الحب الإلهي ...... فأين المحبون ؟؟؟  قال ابن اسحق : حدثني عاصم بن عمر ، عن قتادة قال : لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث : يارسول الله ! مايضحك الرب من عبده ؟ قال : " أن يراه قد غمس يده في القتال ، يقاتل حاسراً " فنزع عوف درعه ، ثم تقدم حتى قتل شهيداً رضي الله عنه .فما أعمق هذا التصديق ! وما أروع هذه الإجابة !  كأنه كان لايشعر بلذة إلا لذة النظر إلى وجه الله الكريم ، فشرى نفسه لله- تعالى- وما أغلى المبتغى ! فكان- بذلك- مثلاً أعلى لواقعية قوله- عز شأنه- : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) فانطلقت على هذا روحه إلى منازل القرب ، مستغرقة في بحار جلال الله ، وقدس عظمته ، فكان آية من آيات الله تمثل الحب الإلهي في أعلى مراتبه ، وأرفع درجاته ، فأحبه الله- تعالى- ،كماأحب هو الله ، وصار من الذين قال الله فيهم : ( ... يحبهم ويحبونه ) .  وحب الله لعبده أن يستأثر به لنفسه ، فيحرره إلا من عبوديته له وحده ، وحب العبد لربه أن يستخلصه ربه لنفسه ، فلا يرى ، ولايسمع ، ولايحس ، ولايشعر إلا بهذا الحب ،وهو أرقى حب في الوجود كله ! وكان بحبه ذلك لايقر له قرار إلا بالله ، ولله ، وفي الله ، فـالله تعالى طلبته ، ورضاؤه ،ومنتهى رغائبه .  هكذا كان عوف بن الحارث ساعة أن سمع النداء الأقدس ، وهو يتهيأ للرحيل على أجنحة الحب ، فاتجهت نفسه إلى الخبيربشؤون التقرب ، وأنواعه ، يستنبؤه عن أقرب طريقة يفضي بها إلى أن يكون ذرة نورانية بين يدي المحب الحبيب ، تتلألأ في آفاق التقرّب ، سابحة في فضاء الأبدية ،إذ انتقل بهذا من دار ، سمة الفناء بادية عليها ، إلى حيث البقاء في دار البقاء التي نحن- جميعاً- راحلون إليها ، وإنما تختلف المنازل هناك أيما اختلاف !فكان " عوف "هناك لايرى إلا الله في قدس جلاله الذي لايشهده إلا المقرّبون ، إنه أتى الله- تعالى-راكضاً ، ولك أن تقف على العطاء الإلهي من الجواد ، من خلال ما قاله لنا : " ومن أتاني يمشي اتيته هروله " سبوح قدوس ن رب الملائكة والروح !!  فقال لأمين سر الربوبية صلى الله عليه وسلم : يارسول الله !" مايضحك الرب من عبده " ؟ سأل ليستجلي به أقصى مايبلغ العبد من القرب في رضا ربه ، فأجابه العليم بذلك المعلم للبشرية- صلى الله عليه وسلم- فقال : " غمسه يديه في العدو حاسراً " ومعنى هذا الجواب : أن يبلغ العبد في حبه لربه درجة ترتفع بها الحواجز الترابية المظلمة ، ويخلع عنه جلاليب البشرية ، ليصير روحانياً خالصاً ، يطير بأجنحة التقديس إلى منازل القرب التي لاتعرف الحدود والحواجز .  وفهم عوف الرمز ، فباع نفسه لبارئها ، ونزع درعاً كانت عليه ، فرمى بها ، وخلص روحاً نورانياً ، ثم ركض إلى الله حتى بلغ منازل الأحباب ، واستقر في خدورها نوراً يضيء لنا ، و لمن يريد .  هذه القصة ذكرها ابن إسحاق ، ونقلها عنه الحافظ ابن كثير في البداية ، وعز الدين ابن الأثير في ( أسد الغابة ) وابن حجر في الإصابة ...  
                |  
  | 
        
        
        
        
         
     |              |