يقينًا لو أن الشعراء الفحول المتنبي والبحتري وابو تمام والبهاء زهير عاشوا الى يوم كارثة السول في جدة لغرقوا في بحورها لا في بحور الشعر.. والذي حدث أن لافتات الشوارع المسماة بأسمائهم في حي الحمراء كانت تحفز المارة الذين تحولوا إلى بحارة فضلا عن راكبي السيارات التي تحولت إلى مراكب أو مركبات للوصف أحيانا وللصراخ في معظم الأحيان.
ومنذ الثانية عشرة ظهرا وحتي التاسعة مساء كانت السيارة تمرق أو بمعني أدق تمخر في أنهار الحمراء قبل أن تتحول إلى برك ومستنقعات. أنا الآن في شارع البحتري. قلتها لزميلي قائد السيارة الذي ضاع مني بفعل حرصه الشديد على شراء وجبتين جاهزتين تحسبا ليوم عصيب.
قال السائق غاضبا أي البحتري؟ قلت على سبيل الضحك انه أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي شاعر الوصف والخيال الخصب. قال: لا أعرفه. قلت: ألم تسمع أو تقرأ بيته الجميل وهو يصف بركة المتوكل: يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها.. والآنسات اذا لاحت مغانيها. بحسبها أنها في فضل رتبتها.. تعد واحدة والبحر ثانيها.
صرخ الزميل فور أن سمع كلمة البحر وكأنه غاص في لج عميق.
كنت أمشي بحذر فوق أرصفة الحمراء قبل أن تختفي، وبعد نحو ساعة عاد الزميل الذي فقدته أو فقدني ليسألني: أين وصلت؟ نظرت على اسم الشارع ليظهر لي المتنبي أحد مفاخر الأدب العربي. كدت أسمع صوته وهو يردد: اذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تكون جبانا. أنا الغريق فما خوفي من البلل قال الزميل وهو يتشكك فيما اذا كنت أمزح أم أخلط الجد بالهزل في هذا المشهد الخطير: متنبي مين؟ انت فايق؟ قلت بل غارق في بحور شعر المتنبي الذي غرق في سيول العروس: خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به.. في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل. والبحر أقتل لي مما أراقبه.. أنا الغريق فما خوفي من البلل.
كانت الأرصفة قد اختفت أو كادت وكنت أشعر بالبلل في أطراف قدمي وأنا أبحث عن زميلي الذي ضاع مني وعن سكني الذي انقطع عني. ولأن شر البلية ما يضحك فقد تفرغت لقراءة أسماء الشوارع. ها قد وصلت إلى شارع أبو تمام ويا هول ما أبصرت به عيني وسمعت به أذني!
كنت أستدعي أبيات الشاعر الكبير المولود في سوريا عام 843 ميلادية وكان بيته الشهير يلح على الذاكرة: فتى مات بين الضرب والطعن ميتة.. تقوم مقام النصر ان فاتها النصر.
قلت لنفسي وأنا أشعر بالبلل وقد امتد إلى ساقي: لماذا تقفز كلمات الموت كلما حاولت استدعاء بيوت من قصائد هؤلاء الشعراء العظام؟ فلأبحث عن بيوت لأبي تمام ترفع من معنوياتي المنهارة. قال الوشاة بدا في الخد عارضه.. فقلت لا تكترثوا ما ذاك عائبه. لم أستقل بأرداف تجاذبه.. واخضر فوق جمان الدر شاربه. وأقسم الورد ايمانا مغلظة.. أن لا تفارق خديه عجائبه. كلمته بجفون غير ناطقة.. فكان من رده ما قال حاجبه. الحسن منه على ما كان أعهد.. هو الشعر حرز له ممن يطالبه. أحلى وأحسن ما كانت شمائله.. إذ لاح عارضه واخضر غاربه. البهاء يختفي عندما تحركت من شارع أبي تمام خفت أن أهمس لزميلي باسم الشارع التإلى، فقد كان البهاء زهير شاعر العصر الأيوبي المولود في الحجاز عام 581 هجرية يناديني قائلا: لا تعتب الدهر في حال رماك به.. ان استرد فقدما طالما وهبا. حاسب زمانك في حإلى تصرفه.. تجده أعطاك أضعاف الذي سلبا. والله قد جعل الأيام دائرة.. فلا تري راحة تبقي ولا عتبا.
جاء صوت زميلي من أمام وزارة البترول قائلا: أخرج من بحور الشعر قبل أن تغرق بحق.
قلت مشاكسا ها قد خرجت من البهاء زهير لأكرر لك ما سبق أن قاله: تعيش أنت وتبقى.. أنا الذي مت حقا. وحاشاك يا نور عيني.. تلقي الذي ألقي.
كانت المياه قد طالت جاكت البدلة أو كادت وأنا أودع دواوين الشعراء إلى دواوين الوزراء.
كان الوصول إلى مبني وزارة البترول من الصعوبة بمكان خاصة وأن الأرصفة قد اختفت في المسافة من وزارة البرق والبريد والهاتف وكلها انقطعت إلى وزارة الاقتصاد والتخطيط، حيث اكتملت المأساة.
كنت أظن أن السبب الرئيسي في غرق شوارع الحمراء هو انهماك الشعراء الفحول تارة في المدح وأخرى في الذم وثالثة في الوصف فضلًا عن مبالغتهم الشديدة في الشكر والتقدير لأى جهد قليل يقدمونه للناس باعتباره عملا عظيما وانجازا ضخما. ولأن ذلك كذلك فقد خرجت من شوارع الشعراء إلى شوارع الوزراء باعتبار أن مرورهم صباح مساء في شوارعهم سيحول دون تردي الأوضاع على هذا النحو.
وصلت إلى باحة وزارة الشؤون الاجتماعية ولم أتفاءل خيرا، حيث الحاجة والعوز والضمان الاجتماعي وذوي الاعاقات، ولأن الاعاقة فرضت نفسها بقوة على جميع الشوارع والأرصفة والميادين والحدائق، فقد مشيت صوب وزارة البترول بزجاجها المبهر من فوق وأرصفتها المتينة بإذن الله ومن تحت. ولأنه ليس كل ما يتمناه الغريق يدركه فقد اختفت أرصفتها.. عندها قلت لا مخرج إلا في وزارة الاقتصاد والتخطيط وكانت المأساة بحق.. المياه حولها وصلت لأعلى منسوب ممكن والسيارات تحولت إلى بواخر والصياح في كل مكان ولا حل أمامي سوى ترك شوارع الوزراء بعد شوارع الشعراء متجها الى شوارع المستشفيات. المستشفيات ليست هي الحل وصلت من جديد إلى مستشفى جدة الوطني وكأنني كنت أدور حول نفسي.. كانت ممرضات وعاملات المستشفى خارجات لتوهن إلى حيث مساكنهن وقالت نسمة وهي تصرخ في وجه زميلتها أن أسرعي قليلا، قبل أن تغوص أقدام الجميع في الوحل. كنت أدرك أنني عدت من حيث أتيت وأنني أبتعد كثيرا عن مسكني في الجناح الآخر من شارع فلسطين وكانت كل طموحاتي تنحصر في عبور الشارع إلى حيث مسكني ولكن هيهات هيهات. وصلت إلى مستشفى الملك فهد حين كانت طوابير ممرضات وعاملات مستشفى الولادة تبحث عن مخرج.
كان الاعياء قد بلغ مبلغه فشعرت أنه يوم القيامة والناس كأنهم خرجوا في المشهد العظيم.. كلنا خرج بخطاياه وحسناته.. الموظف المتقاعس والمدير المتراخي والرئيس المتخاذل والعامل المتكاسل ها نحن جميعا في وحل الكارثة. ماذا لو تصارحنا تحت المطر وفي قلب المأساة؟ بدأت في ترديد بعض الآيات والأدعية حيث لم تنفعني أبيات الشعر ولا دواوين الوزارات.
ها هو الدعاء يستجاب اذ صرخ زميلي عبيد قائلا: أنا على بعد خطوات من وزارة الاقتصاد والتخطيط.. توجه نحو لافتتها المضيئة بقوة.. كنت أغوص وأنا أحمل حذائي في يدي وقد شمرت البنطال حتى البطن قبل أن أمشي وراء ثمانية من الألمان وقد فعلوا نفس الشيء، وكلنا يغوص في الوحل بالقرب من اللافتة المضيئة.. كان ثمانيتهم قد غادروا فندقهم الشهير في الحمراء صباحا ويريدون العودة. أصبح حق العودة هو الشعار لتحرير عفوا لعبور فلسطين لكنها مجرد أحلام. حصانة السفارات كانت سيارة زميلي قد طافت على سطح الماء قرب وزارة الاقتصاد والتخطيط وأنا أحاول دخولها دون جدوى، وكان الحل المؤقت هو الصعود على صندوقها الخلفي.. أخذتني الشهامة العربية فطلبت من الألمان الثمانية ان يقفزوا معي إلى داخل صندوق السيارة وقد كان.
قال عبيد: جربت شوارع الشعراء وأرصفة الوزارات وساحات المستشفيات فدعني أجرب معك طرق السفارات الأجنبية. والحق أنني فرحت قياسا بما لشوارع السفارات من حصانة.. نحن الآن بالقرب من سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دقائق ونصل إلى سفارة جمهورية العراق.. لكن لا الايرانية ولا العراقية قربتنا من السفارة الأمريكية صوب الحل النهائي لقضية عفوا لشارع فلسطين. أخيرا قرر عبيد أن يتخلي عن التعامل باحترام مع السيارة النصف نقل، زادت حدة الوحل بموازاة جسارة عبيد عابرا جدار الىأس. تحولت السيارة إلى سفينة ترفع علم الأمل صاعدة كل رصيف ممكن وداهسة كل فكرة عقيمة حيث بانت ملامح الشارع الكبير.
بدا شارع فلسطين مترهلا وهو الذي كان لتوه ناصعا وحافلا بالحياة.. قفز الألمان الثمانية وهم يرددون بالعربية والانجليزية والألمانية كل عبارات الشكر والتقدير قبل أن يصدمني عبيد قائلا: أهلا بك في قلب الرويس.
طيب: مداواة المتضررين من “فوبيا الخوف” وتقديم الإعانات لسكان الأحياء طالب الدكتور إحسان طيب مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سابقا الشؤون الاجتماعية بالعمل على الحالات الضمانية الموجودة من تقديم إعانات لمتضرري السيول وإيوائهم خاصة الفئات المسجلة لديهم،والعمل على توفير أخصائيين اجتماعيين ونفسانيين ،كما طالب بعمل دراسة للحالات التي أُصيبت بأعراض "الفوبيا" والعمل على تخليص المتضررين من تلك المشاعر السلبية التي لحقت بهم ،مشيرا أن هؤلاء المتضررين لهم الحق في الاستفادة من خدمات وبرامج الشؤون الاجتماعية وتعزيز الخدمات لهم،كذلك يجب على الشركات والمؤسسات الخاصة كذلك الاجتماعية من تقديم دورها الاجتماعي بشكل مطلوب.وأكد طيب أن أدوار الشؤون الاجتماعية تأتي كرديف للدور الذي يقوم به جهاز الدفاع المدني في تقديم الإغاثات العاجلة من خلال استقبال الأطفال والنساء والأفراد الذين فقدوا ذويهم. وحول النشاط الذي يقوم به المتطوعون خلال الأيام الماضية في كارثة جدة من خلال تنظيف الشوارع وتنظيم حركة المرور بالطرقات طالب د.طيب بتفعيل الأدوار الاجتماعية التي قدمها المتطوعين ،مشيرا أنه لا بد من استثمار المتطوعين على طول المدى وليس كما هو الحاصل الآن في وقت الأزمات فقط ، كذلك يجب منحهم إمتيازات وشهادات تميّز في مدارسهم وجامعاتهم التي يدرسون بها ،وأن تسجل لهم تلك الخدمات التطوعية التي قام بها في شهادة التخرج وذلك ضمن الأنشطة التطبيقية في الخدمات العامة ، كذلك بالنسبة للشركات والمؤسسات التي يجب أن تأخذ مزايا مختلفة أثناء تقديمها الدور التطوعي في الأزمات .
وصل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى الرياض صباح أمس قادمًا من محافظة جدة بعد أن قام سموه أمس الأول بجولة ميدانية تفقدية للأحياء المتضررة من الأمطار والسيول التي اجتاحت المحافظة مؤخرًا وترؤسه اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ونائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهم الله- بشأن التخفيف من معاناة المتضررين، وإيجاد الحلول التي تحد من تكرارها في المسقبل. وكان في استقبال سمو النائب الثاني قائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن عبداللطيف الشريم، وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على توصيات اللجنة الوزارية المعنية بالوقوف على الأضرار التي صاحبت أمطار جدة. وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خلال ترؤسه للجنة الوزارية أمس الأول موافقة المليك على توصيات اللجنة، مؤكدًا سموه قرب الإعلان عن المتهمين بالتقصير والأفراد والإجراءات المتخذة حيال ذلك، وأشاد بالتعاون الفريد بين المواطنين والمقيمين بجدة والجهات المعنية بإنقاذ الغرقى والمحتجزين ومساعدة المتضررين. وأوصت اللجنة بتكليف الجهات المختصة بالعمل فورا على تشكيل لجان حصر الأضرار وتقديرها لصرف التعويضات العادلة للمتضررين بأسرع وقت ممكن وتحديد الأحياء المهددة من السيول ورفع تقرير خلال شهر ونزع الملكيات، إذا تطلب الأمر ذلك. وأشارت التوصيات إلى تكليف مكاتب استشارية عالمية لدراسة الاحياء المتضررة وطرح مشروعات لتصريف مياه الأمطار والسيول بجدة، وأكدت إعفاء اللجنة من نظام المناقصات والمشتريات الحكومية ومنحها الصلاحيات الكاملة لتشكيل لجان وفرق عمل والاستعانة بخبراء عالميين لمتابعة تنفيذ أعمال تصريف الأمطار ودرء أخطار السيول، ورفع تقارير دورية لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف على هذه اللجنة.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قام عصر أمس الاول بجولة ميدانية تفقدية على الأحياء المتضررة للتعرف على حجم الأضرار عن كثب، ومعرفة أسباب ووسائل العلاج بأسرع وقت ممكن، وإيجاد الحلول الناجعة لها.
واستقل سمو النائب الثاني طائرة مروحية اطلع بواسطتها على المناطق المتضررة واستمع إلى شرح مفصل من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وأعضاء اللجنة الوزارية المعنية بتنفيذ هذه التوجيهات عن الجهود التي بذلتها من أجل التخفيف من معاناة المتضررين، وصولًا إلى تقديم تصور شامل لما يجب القيام به في جميع المجالات، وبما يحد من تكرار ما حدث مستقبلًا، وتحديد آليات تنفيذ ومتابعة ذلك، ورفع تقارير فورية لخادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه بهذا الشأن أولًا بأول.
-------------------------
8 توصيات عاجلة لحل الأزمة أولًا: تشكيل لجنة فرعية تحت إشراف صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تكون مهمتها إقرار الدراسات ومتابعة تنفيذ المشروعات، وتفوض هذه اللجنة بترسية المشروعات والإشراف على تنفيذها، وذلك استثناء من أحكام نظام المنافسات والمشتريات الحكومية.
ثانيًا: تكليف الجهات المختصة بالعمل فورا على تشكيل لجان حصر الأضرار وتقديرها لصرف التعويضات العادلة للمتضررين بأسرع وقت ممكن.
ثالثًا: أن تكون الجهات الحكومية ذات العلاقة على أهبة الاستعداد للتعامل مع الحالات الطارئة ودعم جهود الدفاع المدني بشريًا وآليًا وبما يضمن تقديم الأعمال الإغاثية الفورية وتوفير أماكن الإيواء والمواد الغذائية بشكل مناسب.
رابعًا: تتولى اللجنة الفرعية تكليف مكتب (أو مكاتب) استشارية عالمية متخصصة في دراسة تصريف الأمطار والسيول والبنية التحتية للأحياء العشوائية بما في ذلك ما تبقى من مشروعات الصرف الصحي في محافظة جدة.
خامسًا: يتم بعد ذلك طرح المشروعات المقترحة لتصريف الأمطار ودرء أخطار السيول وفق الدراسات المقترحة أعلاه لتنفيذها من قبل عدد من شركات المقاولات العالمية المؤهلة.
سادسًا: للجنة الفرعية الصلاحيات الكاملة لتشكيل لجان وفرق عمل والاستعانة بخبراء عالميين لمتابعة تنفيذ أعمال تصريف الأمطار ودرء أخطار السيول، ورفع تقارير دورية لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف على هذه اللجنة.
سابعًا: تقوم اللجنة الفرعية بتكليف جهة (أو جهات) استشارية متخصصة لتحديد الأحياء التي تتكرر فيها مداهمة الأمطار والسيول والعمل على معالجتها بما في ذلك نزع الملكيات على أن يبدأ العمل في ذلك بصفة عاجلة جدًا وخلال شهر من تاريخه.
ثامنًا: تتولى اللجنة الوزارية إحاطة النظر الكريم بما يتم إنجازه من أعمال.
واجه عدد من أصحاب معارض السيارات جنوب جدة “معاناة” في حل مشكلة خروج المياه عبر شبكة الصرف الصحي دون انقطاع مما تسبب في خسائر كبيرة وقالوا: إنهم أبلغوا بلدية الجنوب بما حصل بعد هطول الأمطار ولم يهتم أحد بإصلاح الشوارع وسحب المياه وذكر ماجد المطيري صاحب أحد المعارض أننا دفعنا من جيوبنا الخاصة إلى أحد المقاولين ما يقارب عشرة آلاف ريال لتغطية وردم الشوارع المحيطة بنا وأن مشكلتنا عالقة في الشوارع المحيط بها المياه. وقال عبدالله الهبيش: إن البلدية لم تبال في مطالبة إصلاح الشارع الرئيسي غير راضين في الانتظار من قبل البلدية. من جانبه قال مصدر مسؤول بتحلية مياه الصرف: إنه يجري الآن تنقية المياه الآتية من المصب الرئيسي للبلدية والواقعة في الخرمة ليتم تكريرها في الخزان المتواجد حاليا.
تفاعل مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري بشكل عملي وفوري مع شكوى مواطن قال: إنه لم يتسلم مبلغ الإعاشة حتى الآن، حيث أمر بإركابه في ذات الطائرة التي يستقلها وتوجّه به إلى مقر اللجنة المختصة لتمكينه من الصرف. وشدّد خلال جولته التفقدية لحي التوفيق صباح أمس، على أن الجميع ما وجدوا هنا إلا لخدمة المتضررين، وزاد: “ما أرجوه من كل من لا يجد تعاملا حسنا أن لا يتردد في الاتصال بي ويترك لي الباقي” وعزّز هذا الطلب بتوزيع رقم هاتفه المباشر على عدد من المواطنين الذين تقدموا لعرض شكواهم عليه. وتقدّم مواطن منه قائلًا: (داخلين على الله ثم عليكم أن يتم إسناد تنفيذ المشاريع إلى شركات عالمية)، فأجابه قائلا: “أمر المقام السامي واضح بأن جميع المشاريع سوف ترسى على شركات عالمية تقدم بدورها تقاريرها لرئيس اللجنة سمو سيدي أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والميزانيات موجودة لمدينة جدة”.
وقال أحد المتضررين: لجان الحصر لا وجود لها هنا، فأجابه: “لماذا وضعنا لهم منازل هنا، لكي لا يغادروا مواقعهم حتى تنتهي معاناة المتضررين”.
وكان الفريق التويجري قد قام صباح أمس بجولة ميدانية لتفقد الوضع في حي التوفيق رافقه فيها عدد من المسؤولين بالدفاع المدني، حيث التقى المواطنين واستمع إلى شكاويهم، مشددًا على ضرورة الإسراع بتأمين مضخات لشفط المياه من منازل المتضررين، وكذلك من الشوارع والميادين العامة. وغادر مدير عام الدفاع المدني الموقع وبرفقته عدد من المواطنين، تاركا أطيب الأثر في نفوس الجميع.
أنقذت فرق حرس الحدود المشاركة في تخفيف آثار الأمطار والسيول التي اجتاحت مدينة جدة حتى مساء أمس ما يقارب 2050 مواطنًا ومقيمًا بينهم نساء وأطفال بمساعدة 33 ضابطًا 00 فني إنقاذ كانوا مشاركين في الميدان باستخدام القوارب المطاطية التابعة لحرس الحدود.
وقال الناطق الإعلامي لحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة المقدم بحري صالح الشهري: إن حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة شارك الجهات الحكومية الأخرى في تخفيف آثار الأمطار والسيول التي اجتاحت مدينة جدة، وذلك بنقل المتضررين من وإلى منازلهم بواسطة قوارب حرس الحدود لنقل امتعتهم الشخصية وكذلك إيصال المعونات للمتضررين، وذلك بتوجيهات مباشرة للفرق الميدانية من قائد حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة اللواء بحري ركن عبدالحميد بن حمدان المورعي حيث تعمل جميع الفرق على مدار الساعة منذ هطول الأمطار.
على ذات الصعيد ساهم رجال حرس الحدود (قسم البحث والإنقاذ) بقيادة المقدم خضران سعد الزهراني مع الدفاع المدني، في إنقاذ عدد كبير من المحتجزين بحي السامر 4 (التوفيق) وقال المقدم الزهراني في تصريح لـ “المدينة”: نحن نعمل جاهدين لبذل الخدمة التي يتوقعها منا أهالي الحي، وبما يتفق وثقة الحكومة برجالنا حيث صدرت لهم الأوامر بتجهيز القوارب والسيارت القادرة على فك الاحتجاز عن جميع أهالي الحي، ولا يهمنا كم من الوقت مكثنا أو كم سوف نمكث في هذا المكان، ونحن نحمد الله على ما قمنا به من جهود في سبيل خدمة وإنقاذ المحتجزين من كبار السن والصغار والمرضى مواطنين ومقيمين.